~[.. اعتـ رافات ● طـفلـ هـ ..]~
وجدتها حزينة على غير عادتها , اقتربت منها ، شاهدت تلك الدموع
التي تجري على وجنتيها الورديتين سألتها : ماذا يبكيك يا صغيره ؟!
أجابت بصوت يغمره الاختناق : هو .. هو السبب .!
التقطت أنفاسها بصعـوبة و أكملـت : لم أرد يومـا أن يـكون هـكذا ،
حــاولـت أن أُنسـيه من سبـب له النزيـف , عالجتـه من كل جـرح ,
انتزعت ما تبقى من ذكريات فيه لكنه لـم يتغــير مــازال كما هــو ..
ثم صرخت : " أريد قتله .. أريد تحطيمه "
اندهشت مــنها و بــادرتها بالسـؤال : ألهـذه الدرجـة تكرهيـنه .؟!!
أجابت : نعم ، ما عدت قادرةً على التحمـل , لازالـت أعـاني مـنه
لا أريده أن يؤذيني مجددا ..
عــادت للبكاء مره أخرى ، مددت يدي لأمــسـح قــطـرات المــاضي
من عينيها ثم أمسكت بيدها وهمست لها بكلمات رقيــقه محاولــةً
التخفيف عنها ..
نظرت إلي وابتسمت ابتـسامه ساخـرة وقالـت : أنـت لا تعرفيـنه !!
فهو شديد الغباء , يقع في حـب مـن لا يستحـقه , يسـهل خداعـه ,
يمضي الكثير من الليالي في شغف وحنين لشخص يؤذيه المرة
بعد المرة ، ويصيبه بسهام وسيوف الألم .
ازددت حيـره فـي أمـرها وسـألـتها : عن من تتكلميـن يا صغيره ؟!!
أجابت : عن قلبي المريض .!
خالجني شعور بالأسى لحالها , فماذا عساي أن افعل لها , فليس
هناك دواء لقـلبها .. فلزمت الصمت ولم تنطق شفاهي وهي لـم
تنقطع عن البكاء ..